حزب الأصالة و المعاصرة بتطوان

حزب التراكتور خارج الخريطة السياسية بتطوان

حسن العافية/تطوان

إن كل ما أحدثه حزب الأصالة و المعاصرة من ضجة منذ أن تم الإعلان عن نشأته مطلع هذا العام حيث أصبح حديث الساعة آن ذاك في مختلف المنابر الإعلامية الدولية و الوطنية كمولود جديد داخل المشهد الحزبي المغربي، و رغم احتلاله للمرتبة الأولى وطنيا بناءا على نتائج الاستحقاق الجماعي لثاني عشر يونيو الأخير،فالحزب اخفق في  الحصول على مكانته ضمن الخريطة السياسية لمدينة تطوان مقارنة مع الإمكانيات المادية و البشرية التي خصصت لإنجاح حملته الانتخابية التي لم تأتي بجديد بل كرست تلك الصورة النمطية للأحزاب طيلة أيام الحملة،ففي  الوقت الذي كان على قيادات الحزب على المستوى المحلي ابتكار أساليب  فعالة تقوم على التخطيط العلمي للحملة  إنسا قوا  و راء الزيطة و الهنبليطة معتقدين أن العشوائية و الطبول و المزامير هي التي تجلب الأصوات في دائرة انتخابية تعد من اعقد و اخطر الدوائر في المغرب نظرا لتضارب مصالح اللوبيات  فيها و يأتي على رأسها لوبي العقار.

إن فشل اللائحة لا يعني فشل الحزب بالعكس إن عدد الأصوات التي حصل عليها الحزب   يبشر بالخير وهي مؤشر قوي على أن الحزب سيقول كلمته في المستقبل خاصة إذا علمنا أن الحزب نافس بشرف و نزاهة و ابتعد عن الأساليب غير المشروعة لاستمالة إرادة الناخبين،فحصول الحزب على اكثر من  ألف و خمسمائة  صوت بلائحة خمسة وثمانون في المائة من أعضائها لم يسبق لهم أن شاركوا في الاستحقاقات الانتخابية و غالبيتهم شباب يعد مكسبا للحزب.

ومن جهة أخرى إن فشل اللائحة كان متوقعا و ساهمت فيه مجموعة من العوامل منها ما هو داخلي تنظيمي و منها ما هو خارجي،فالأسباب الخارجية واضحة وهي مرتبطة بالأجواء العامة التي مرت فيها الحملة الانتخابية والعملية الانتخابية نفسها،فيما تعود الأسباب الداخلية إلى غياب تخطيط علمي للحملة ، الارتجالية و العشوائية في التسيير،غياب التواصل و فرض سياسة الأبواب المسدودة كما ارتكبت أخطاء جسيمة على مستوى اختيار المرشحين وترتيبهم و تمركزهم داخل الأحياء فانعدمت التغطية في العديد من الأحياء ( حي كويلمة،مكلات، بوسفو،طبولة،بوجراح، الطويلع،خندق المرس، السكنى و التعمير،....) في حين وصل عدد المرشحين في بعض الأحياء أكثر من سبعة مرشحين(حي النقاطة،جامع المزواق) كما اثر الخلاف الذي نشب بين وكيل اللائحة و بعض أعضاء اللائحة على السير العادي للحملة و خلق جو مشحون بالشعور بعدم الثقة  لاسيما و أن الشك كان يحوم حول نوايا بعض الأعضاء و مدى إخلاصهم للحزب.

جل الأحزاب التي حصل لها مع حصل لحزب الأصالة و المعاصرة بتطوان استطاعت على الأقل الجلوس لتقييم النتائج و تشخيص مواطن الخلل و الوقوف على الأخطاء التي ارتكبت حتى يتسنى اجتنابها مستقبلا ما عدا حزب الأصالة و المعاصرة فمنذ الإعلان عن سقوط اللائحة و مقر الحزب مغلق إلى  أن حلت انتخابات الغرف، كما فضلت بعض قيادات الحزب  خيار الهروب و التواري عن الأنظار،كان من الأنسب أن يتحلون بالشجاعة و أن يتقبلوا  الهزيمة بروح سياسية تماشيا مع الخيار الديمقراطي الذي يعد خيارا استراتجيا للحزب.